موسوعة هل تعلم: الأمباشى حسن بطل القبض على شبكة لافون "فضيحة لافون"

الأمباشى حسن بطل القبض على شبكة لافون "فضيحة لافون"

الخط الفاصل بين مرحلة ومرحلة فى تاريخ أى بلد بيكون شخص مغمور بعيد عن الأضواء.. منهم اللى بيعرف يواكب الضوء وينسجم معاه، فيطلع للنور، ومنهم اللى بيكمل حياته فى الظل، وبيختفى تماما حتى من كتب التاريخ اللى بنتعامل معاها للأسف على انها علم لا ينفع وجهل لا يضر.
من النوع الأول كتير من الزعماء بدأوها مغمورين وتصدروا المشهد، ومن النوع التانى كتير من بسطاء فضلوا بسطاء ومغمورين.. منهم الأمباشى/العريف حسن عوض، واللى يرجع له الفضل فى تغيير شكل الصراع العربى الإسرائيلى إبتداء من عام 1954.
حكاية الأمباشى حسن عوض تتلخص فى سؤالين لحضرتك، وهسمح لنفسى أجاوب بالنيابة عنك..
- شوفت مسلسل رأفت الهجان؟
- طبعا شوفته
- فاكر مشهد "عهدى صادق" الصهيونى فى المسلسل لما جيب الجاكت بتاعه مسكت فيه النار قدام سينما "ريو" قبل ما يزرع فيها قنبلة؟؟؟
- ايوة.. فاكره
- الأمباشى اللى قبض على الصهيونى ده.. كان الأمباشى حسن عوض.
تفجير سينما "ريو" جزء من مخطط لجمعية سرية صهيونية إسمها "بحاد"، وسبق للجمعية تفجير مكتبة السفارة الأمريكية فى القاهرة، ومكتب إستعلامات السفارة بالأسكندرية، وسينما راديو، وسينما ريفولى ، وعشرات من الفخاخ المتفجرة فى صناديق البريد.. الأمر وصل لدرجة الجنون.. تفجيرات من عام 51، والفاعل ديما مجهول.
النار مسكت فى جيب "فيليب ناتسون"، والأمباشى حاول يساعده بكل الطرق.. توتر فيليب وخوفه مامرش بسلام من ذهن الأمباشى.. حاصره بالأسئلة، فزاد التوتر توتر، فقبض عليه.. إتفتحت التحقيقات، وإنكشف أخيرا الأمر المحير، وبدأت شبكة الجاسوسية والتخريب تقع بالتوالى.. 11 جاسوس ومخرب منهم روبير داسا وماكس بينيت وفيكتور ليفى ومارسيل نينو وغيرهم.. بخلاف إنتحار "رمان رمونة" قبل القبض عليه.. سقوط الشبكة كانت فضيحة هزت إسرائيل، وقدم بنحاس لافون إستقالته، وسميت تاريخيا بـ "فضيحة لافون".
شكل الصراع إتغير بالكامل.. بعد 48، وقبل 54 كانت فكرة وجود جواسيس لإسرائيل على مصر مجرد إستنتاجات من محررى مجلة روز اليوسف، وحاولوا يثبتوها بتحليل عدد من المشاهد يمكن توصل لخيط يثبت فيه وجود جواسيس .. أتذكر منهم مقال بعنوان " من سرب الخطة دمشق لليهود"، والخطة دمشق كانت إستراتيجية هجوم على إسرائيل فى حرب 48.
بعد 54، وبعد سقوط شبكة لافون.. سقطت عشرات الشبكات الإسرائيلية منها على سبيل المثال لا الحصر شبكة سونبرن، وشبكة مكسيموس، وشبكة مارك جان فرو، وشبكة ركس، وشبكة جان بول بوليفية، وشبكة ألبوم الذكريات وغيرهم بالعشرات، والبداية كانت على إيد المغمور تاريخيا الأمباشى/ حسن عوض.