مدينة عسفان تُعدّ مدينة عسفان نقطة استراحة مهمّة على طريق الأراضي المقدّسة، حيث لا بدّ من المرور بها، خاصّة للآتين عبر النقل البرّي، وبالرّغم من موقعها الهام في المنطقة، إلاَّ أنّها مازالت تحتاج إلى عناية خاصّة، كتعبيد الطرقات الرئيسيّة فيها، وإدخال الكهرباء لأغلب البيوت فيها، وما إلى هنالك من خدمات تُعاني هذه المدينة من نقصها. الموقع تقع مدينة عسفان في المملكة العربيّة السّعوديّة، وتحديداً في المنطقة الانتقاليّة بين سفوح سلسلة جبال السروات الغربيّة، وبين سهل تهامة الحجاز، وتبعد عن مدينة مكّة المكرّمة مسافة ثمانين كيلومتراً إلى الجهة الشماليّة الغربيّة منها، وهي في القسم الشمالي الغربي من مدينة جدّة، كما تبعد مسافة أربعين كيلومتراً عن مطار الملك عبد العزيز، وقد أُدمج قسم كبير من مساحة عسفان مع الشمال الشرقي لمدينة جدّة . أصل التسمية يذكر الجغرافي أحمد الحربي أنّ تسمية عسفان بهذا الاسم، أتت من تعسّف السيول فيها، حيث تشكّل هذه المنطقة حوضاً تصبّ به أودية عديدة، كوادي هدى الشّام، ووادي اللصب، وأيضاً وادي مدركة، ووادي حشاش، ووادي فيدة، إضافة إلى وادي البياضة، وأيضاً وادي حذذ، ووادي وخر، ووادي جرفان، ووادي حلفا، إضافة إلى وادي جرفان، ووادي المطوي، وجميعها تتضارب مع بعضها البعض، فتتعسّف. التاريخ يُذكر بأنّه قد مرّ من هذه المدينة عدد كبير من الأنبياء والصّالحين والرسل، ومنهم النبي صالح عليه السلام، والنبي هود عليه السلام، وأيضاً النبي إبراهيم عليه السلام، وخاتمة الأنبياء النبي محمد صلى الله عليه وسلّم، ويُذكر أيضاً بأنّ صلاة الخوف قد شرّعت لأوّل مرّة بهذه المدينة في الغزوة التي تُعرف باسمها. كانت تمرّ قديماً القوافل التجاريّة الآتية من قريش، فشكّلت عسفان استراحة للمسافرين، الذين يعبرون من بلاد الشّام إلى اليمن أو بالعكس، أو لزيارتهم للمدينة المنوّرة، وهذا ما جعل لها مكانةً مهمّة على هذه الطريق وصيتاً ذائعاً، إذ كانت توفّر كامل الخدمات التي يحتاجها المسافرون والمعتمرون والحجّاج، وأيضاً العابرون. كانت عسفان أرضاً لكلّ المدن المجاورة كمدينة خليص، ومدينة الكامل، وأيضاً مدينة مدركة، حيث يأتونها تجّارهم حاملين على جمالهم منتجاتهم المتنوّعة، إن كانت من خيرات الأراضي كالحبوب والتمر، أو المواشي، وما استخرجوه من عسل وسمن، إضافة إلى الأخشاب، وبالتّالي كانت أيضاً مكاناً لهم لابتياعهم كلّ ما يحتاجونه في مدنهم من أكل وكساء. أهمّ المواقع التراثيّة بالرغم من أنّ مدينة عسفان قد طالتها يد الحداثة والتطوّر، إلاَّ أنّها مازالت حتّى يومنا هذا محافظةً على شهرتها التجاريّة القديمة، إضافة لمحافظتها على إرثها التاريخي العريق في المنطقة، حيث مازالت بعض آثارها شاهدة حتّى الآن، ومن بينها الآبار الحجريّة السبعة، والتي كانت تسقي العابرين بها. كما حافظت هذه المدينة على البرك ومجاري العيون التي كانت تسقي المسافرين، وعلى السوق الشهير التجاري المبني من الحجارة، إضافة للقلعة الشامخة الموجودة في الطريق السريع من مكة إلى المدينة المنورة، وهنالك أيضاً القبور الحجريّة الجماعيّة فيها.
0 تعليق على موضوع "مدينة عسفان"
الإبتساماتإخفاء