محافظة البحيرة لها تاريخ عريق.
مقدمة تاريخية
مدينة دمنهور اقدم تجمع حضارى في العالم واول مدينة سكت بها العملة وهى عاصمة محافظة البحيرة ، من اعرق محافظات مصر . وهى تقع في غرب الدلتا ويحدها شمالا البحر الابيض المتوسط وشرقا فرع رشيد وغربا محافظتى الاسكندرية ومطروح وجنوبا محافظة الجيزة وتبلغ مساحة المحافظة 9826 كم2 ويبلغ اجمالى السكان لعام 2001 4.34 مليون نسمة .
ومحافظـة البحيرة كانت تسمى في الماضى بمقاطعة أيمنتى وكانت عاصمتها مدينة " بديت " والتى كانت أيضا عاصمة مملكة الشمال والتى بنيت في أواخر أيام البطالمة لتكون مدينة ملحقة بدمنهور . وكانت هذه المقاطعة واحدة من 20 مقاطعة يتألف منها الوجه البحرى . وكان لمقاطعة " أيمنتى " السبق في أول محاولة للوحدة مع مملكة الجنوب غير أن هذه الوحدة لم تدم طويلا . ثم جاء الملك مينا أعاد الوحدة . و كلمة " البحيرة " قد وجدت في الخرائط التى صدرت بعد الفتح الإسلامى لمصر وقد أطلقت على الكور ( المقاطعات ) الواقعة غرب رشيد وهذه الكلمة في اللغة هى تصغير لكلمة " بحرة " وهى تعنى البقعة الفسيحة من الأرض المنخفضة كما يعلل البعض هذه التسمية لوجود عدد من البحيرات في شمال الإقليم والتى لم تكن منفصلة عن بعضها البعض ، وتمثل مساحات شاسعة من المياه وعاصمة المحافظة مدينة دمنهور إحدى المدن العريقة بالقطر المصرى حيث كانت في وقت من الأوقات عاصمة مملكة الشمال . وكانت مركزا دينيا هاما لعبادة الإله حورس وبنيت فيها المعابد الكبيرة لعبادته وأصل الكلمة بالهيروغليفية ( دمى ـ ن ـ حور ) أى مدينة الإله حور . وقد أطلق على مدينة دمنهور اسم " هرمو بولس بارفا " أو " هرمو بولس الصغرى " نسبة إلى الإله " هرمس " . لأنه كان يوجد معبدان داخل المدينة الأول والأقدم بناه قدماء المصريين لعبادة الإله " حـورس " والثانى وهـو الأحـدث بنى في العصـر اليونانـى للإله " هرمس " ويلاحظ أن الاسم الذى شاع في النهاية هو الاسم المصرى القديم " دمنهور " بينما استبعد الاسم اليونانى . و قد عاصرت هذه المقاطعة جميع الاحقاب التاريخية بدءا من عصر ما قبل الاسرات ومرورا بالعصر الفرعونى يليه العصر البيزنطي ثم الفتح الاسلامي لمصر حتي اليوم .وقد مر بارضها معظم الفلاسفة ومؤرخي وجغرافيي الاغريق وتتلمذواعلى ايدي كهنتها عندما كانت المعابد بمثابة الجامعات الاولي التى استقي منها هؤلاء الاغريق العلوم والطب والفلسفة .ولقد حظيت البحيرة منذ اقدم العصور وحتى اليوم بزيارات الرحالة والبحارة والمؤرخين والفلاسفة والسلاطين والملوك والرؤساء. فوطئت ارضها اقدام هيرودوت واسترابون و فيلاوس و باريس و هيلانة والاسكندر وعمرو بن العاص وقايتباي والغورى وصلاح الدين الايوبي ونابليون . ومدينة ة دمنهور من اقدم مدن العالم .و اول عاصمة دولة في التاريخ (عاصمة دولة الفرعنة بالوجه البحري ثم ضمها مينا بعدما وحدالقطرين منذ 3 آلاف سنة وجعل العاصمة منف. وأيام الإغريق والرومان كانت المدينة الثانية بعد العاصمة الإسكندرية . وبعد الفتح الإسلامي لمصر بني بها عمرو بن العاص ثاني مساجد مصر بعد مسجده بالفسطاط(القاهرة ) .و هو مسجد التوبة. و جعلها عاصمة إقليم البحيرة الذي كان يضم رشيد و الاسكندرية ،و البحيرة كانت منزلا القبائل العربية التي اتت مع الفتح الاسلامي.وكان عربان البحيرة يثورون علي ظلم المماليك والعثمانيين مطالبين بالخلافة لتكون قرشية عربية .ثار أهل البحيرة على الفرنسيين عدة مرات. وفي كل ثورة كان يشنق عدد من الاهالي و الاعيان والعربان و العلماء بها . وكانوا يتخذون منهم رهائن ليكفوا عن الثورة ليتوقف اهل البحيرة عن الثورة . حتي اتاهم (ابو عبد الله المغربي) شيوخ المغرب و دعا اهلها إلى الجهاد و جعل دمنهور عاصمته. و انتصر على نابليون بونابرت في خمس معارك متتتالية انتهت باستشهاده و استشهاد الفين من رجال البحيرة بدمنهور .و امر نابليون بابادة سكان المدينة و حرقهم احياء في بيوتهم وفي الطرقات و قدر عدد الشهداء بربع سكان المدينة و أرسل قائد كتيبة إبادة دمنهور لأحد القادة رسالة قائلا : اصبحت دمنهور كومة من الرماد ما تركنا فيها حجر فوق حجر و قتلنا من اهلها نحو ما يزيد عن الف و خمسمائة شخص ابو هيكل وبس .
عصر ما قبل الاسرات
شهدت البحيرة في هذا العصر اول ثورة شعبية في العالم على النظام الملكى الديكتاتوري حيث طالبت بالديموقراطية و اللامركزية على المركزية والحكم الشمولي. عندما تقدم الملك مينا موحد القطرين منذ اكثر من خمسة الاف سنة بجيوشية من الصعيد نحو الشمال لتوحيد الوجهين القبلي والبحري .غير ان سكان البحيرة اعلنوا ثورتهم على الملكية وبرغم ان مينا سجل انتصاره لكن البحيرة كانت اول إقليم في العالم يرفع لواء الثورة باسم الشعب وهىالثورة التى انطلقت من مقاطعة متليت بالبحيرة والتى تمثلت في حكم مجلس العشرة الكبار المشكل من عشرة من الاعيان كممثلي المقطاعة. وفى سنة 663 ق.م اقام الملك بسماتيك الاول معسكرا على ساحل رشيد لصد غارات اللبيين والآشوريين.
العصر الفرعونى
اقام الملك منفتاح على ارض مدينة رشيد استحكاماته على الضفة الغربية من النيل بفرع رشيد شمالا وذلك لصد هجمات الاغريق والصقليين.الذين كان يطلق عليهم شعوب أهل البحر . فانتصر المصريون في اول موقعه حربية بين مصر واوروبا جرت احداثها على ارض رشيد. كما كانت مدينة بولبتين ( والتى قامت مدينة رشيد الحالية على انقاضها ) سوقاً تجارية رائجة وبخاصة في عهد الاسرة 26 وذكر ان العجلات الحربية التى ذاع صيتها كانت تصنع بتلك المدينة .
ابان حكم الدولة الرومانية
استهل القرن السابع الميلادي وكلنت الإمبراطورية البيزنطية ( الروم) قد آلت للضعف والإنحلال وبلغ الامبراطور هرقل الاكبر من العمر ارذاله، فالقي بزمام الحكم إلى ابنه الصغير وجعل نيكتاس نائبا عنه. وكانت مصر وقتها في قبضة القائد الرومانى (فوكاس ) وعقد نيكتاس ( نائب الامبراطور)العزم على ان ينتزع مصر من قبضة قائدها الرومانى فوكاس وشن الحملة واقترب الجيش ( بنوسس ) الذي امرة نيكتاس بالزحف حتى وصل الي مومفيس التى هى شبرا دمنهور الان. ومنها إلى مدينة الكريون ( وهى حاليا احدى قري مركز كفر الدوار ) وعندما وصل إلى الفرع الغربي للنيل ( فرع رشيد ) بدا الجيش يسلك ترعة الروجاشات ومنها إلى ترعة الثعبان في غرب الاسكندرية. وقام بهدم قنطرة دفاشير بالقرب من بحيرة مريوط وسيطر على الاقليم كله كما سيطر على فرع النيل الغربي وما على جانبيه من مدن وقري وبعد هذه الواقعة التى تعرف باسم ثورة افريقيا والاسكندرية .اقام نيكتاس بالاسكندرية نائبا عن هرقل في حكم مصر. وفى عهده لقي اقباط مصر ما كانوا ينشدون من حرية العبادة وبناء الكنائس والاديرة نظير ما قدموه له من عون في حرب طاحنة جرت وقائعها على ارض محافظة البحيرة التى عدت بذلك مقبرة للروم البيزنطيين.
منذ الفتح الاسلامي
تعتبر البحيرة قنطرة الاسلام. ففي يوم 9 ابريل سنة 641 م \20 هـ انتهى الحصار الذي ضربه عمرو بن العاص على (حصن بابليون ) لمدة سبعة أشهر. وبعدها ركب بخيله عبر الصحراء متوجها للاسكندرية فالتحم مع الروم في ترنوط التى تسمي حاليا (الطرانة ) وهي احدى قري مركز حوش عيسي .فانتصر عليهم وكان بها حصن منيع. واقام عمرو بها بضعة ايام حتى تشتت شمل السفن الرومية وتقهقر القائد الرومي (تيودور ) إلى الاسكندرية فبعث اليه عمرو بن العاص احد قواده ويدعى شريك بن سمى بن عبد يغوث بن جزء المرادي وهو من صحابة رسول الله (ص) - ليقضي على فلول الجيش الرومى المهزوم. فادركة الروم عند قرية تقع في شمال الطيرية فقاتلهم فاعتصم بمنطقة تسمي ( الكوم ) حتى ادركتة الامدادات التى ارسلها له عمرو مع احد قواده ويدعى ( مالك بن ناعمه الصدفي ) الذي انقض على الروم بفرسه من اعلى الكوم وواقعهم فلم يستطيعوا تضييق الخناق على القائد المسلم فسميت تلك المنطقة باسم كوم شريك نسبة إلى ( شريك ) الفارس العربي المسلم .ثم سار عمرو بن العاص بعد ذلك بمحاذاة الترعة التى تلي الصحراء في اتجاه الشمال الغربي حتى وصل إلى الدلنجات ومضي في طريقه حتى اعترضت حامية الروم عند ( سنطيس ) وهى في جنوب دمنهور بسبعة كيلو مترات وهناك دارت المعركة وانتصر المسلمون ولاذ الروم بالفرار واستمر عمرو في زحفه نحو دمنهور فبدد بها شمل العدو واتجه إلى الاسكندرية وقطع مسافة عشرين ميلا حتى بلغ ( حصن الكريون )(والكريورن بلدة بالقرب من قرية معمل القزاز بكفر الدوار ) وحصن الكريون كان اخر حصن رومي قبل الاسكندرية حيث اوى اليه الروم خشية هجوم المسلمين عليهم وعند الكريون دارت رحي القتال بين الروم والمسلمين سنة 20 هـ وسقط الحصن في ايدي العرب فكان انتصارهم على الروم في تلك الموقعة انتصارا حاسما . فأصبح الطريق مفتوحا أمام قوات عمرو إلى الاسكندرية. فسارزا حتى وصلوا إلى اسوارها ففتحها وأبرم عمرو عقد الصلح سنة 25 هـ مع المقوقس كبير الاقباط والحاكم العام باسم الروم في الاسكندرية وقتذاك. وجعل عمرو القائد المسلم وردان واليا علىالاسكندرية .ثم سار عمرو من الكريون نحو الشرق على ضفاف النيل ( في الحوف الغربي ) وهو الاسم الذي اطلقة العرب على اقليم البحيرة حتى وصل إلى اخنا ( ادكو حاليا) فضرب الحصار حولها .وعرض الاسلام على اهلها فاسلموا. وتم الصلح كما تم مع قزماس حاكم رشيد وحنا حاكم البرلس. و وصل المسلمون إلى دمياط وبهذا تمت لهم السيطرة على منافذ النيل على بحر الروم (البحر الأبيض المتوسط )الذي اصبح بعد ذلك بحيرة اسلامية أيام الخلافة الأموية .
دور خربتا في الفتنة الكبري
اشتعلت نيران الفتنة بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان سنة 37 هـ وأصل القصة أن محمد بن أبي حذيفة كان يتيما فرباه عثمان بن عفان حتى كبر وبعثه إلى مصر وغزا في معركة ذات الصواري. ثم تنكر لعثمان وانقلب عليه وحرض على قتله بل ارسل الذين قتلوه وصار واليا على مصر وعلم معاوية بن ابي سفيان فقدم إلى مصر وطلب من ابن أبي حذيفة تسليم قتلة عثمان. فرفض فاستقدمه معاوية إلى الشام وسحبه ثم قتله. وكان لما تولي الإمام على بن ابى طالب الخلافة بعد مقتل عثمان استعمل على مصر قيس بن سعد الذي دخلها فوجد اهلها منقسمين إلى ثلاث فرق : فرقة دخلت الجماعة فكانت معه وفرقة اعتزلت بخربتا، وهي قرية بمركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، احتجاجا على قتل عثمان والمطالبة بالقصاص من قتلته وفرقة قالت نحن مع على مالم يأخذ الثار من اخواننا. وعندما طلب قيس بن سعد البيعة من المصريين بايعوه إلا خربتا التى ساءها قتل عثمان بن عفان. فارسلت طائفة منها إلى قيس تطالبه بدم عثمان. فارسل إلى اهلها يبلغهم انه لا يريد ارغامهم على البيعة وانه لن يحمل السلاح في وجوههم. فاستمالهم وساسهم بالحكمة واحسن اليهم وارسل معاوية إلى قيس يغريه ويتوعده. فلم يظفر منه بشيء .فادعى عليه انه كتب اليه مطالبا بدم عثمان وعندها دست الدسائس بين الخليفة على بن ابي طالب وقيس بن سعد وعلم الامام بما خططه معاوية في اهل الشام ضد قيس بن سعد. وقد اشير على على بن ابي طالب ليأمر قيس بقتال خربتا. فأبي قيس ان يفعل ذلك فعزله. وتبين بعد ذلك انه كان ضحية الدسائس. ولكن بعد فوات الاوان فعرف التاريخ لقيس بن سعد يده البيضاء على خربتا التى نجت من نار الفتنة بفضل سياسة الحياد وعدم الانحياز وكفي خربتا فخرا بما كتبه قيس عنهم إلى على بن أبي طالب فقال انهم وجهة اهل مصر وأشرافهم واهل الحفاظ . وهم أسود العرب : منهم يسر بن ابي أرطأة ومسلمة بن مخلد ومعاوية بن حديج.
حملة نابليون
في مساء يوم (19 من المحرم 1212 هـ= 3 من يوليو 1798 م زحفت الحملة على القاهرة، بعدما أخمد نابليون بالمذابح الجماعية للنساء والشيوخ والأطفال في المساجد التي إحتمووا بها داخل مدينة الإسكندرية .كان في سباق مع موعد الفيضان ليصل للقاهرة لأن الدلتا أثناءه تصبح معزولة عن الإسكندرية. ويتعذر الوصول إليها . فترك حامية بقيادة كليبر بالإسكندرية . وقسم قواته قسمين . أحدهما عبر الصحراء لتصل لدمنهور . والقوة الثانية توجهت لرشيد لتعبر النيل. فبهذا كان المجهود الرئيسي لقوات نابليون قد سلكت طريقين أحدهما بري وسلكته الحملة الرئيسية؛ حيث سارت من الإسكندرية إلى دمنهور فالرحمانية، فشبراخيت، فأم دينار على مسافة 15 ميلا من الجيزة. وأما الطريق الآخر فكان من البحر الأبيض عير النيل حيث كانت توضع سلسلة ضخمة . وسلكلتها مراكب الأسطول الخفيفة ودخلت في فرع رشيد. فسارت من رشيد وأبحرت لديروط والغطف وفوة لتتقابل مع بقية الحملة لتقابل الحملة البرية قرب الرحمانية في شبراخيت و للتوجه معا للقاهرة . . ولم يكن طريق الحملة البري سهلا إلى القاهرة فقد لقي جندها ألوانا من المشقة والمقاومة الشديدة من عربان بقيادة كاشف البحيرة قرب كوم الغرف . ووقتلوا وأسروا جنودا وضباطا . كما قابلت مقاومة من قبل أهالي البلاد. وكان الأهالي قد هجوا من الإسكندرية ولاذوا بفرية العطف (المحمودية حاليا ) وفوة وقرية سرنباي بالمحمودية وهم علي النيل . فوقعت في (29 من المحرم 1213هـ = 13 من يوليو 1798م) أول موقعة بحرية بين مراكب المماليك وقواتهم البرية مع الفرنسيين عند "شبراخيت"، وكان جموع الأهالي من الفلاحين يهاجمون الأسطول الفرنسي من الشاطئين غير أن الأسلحة الحديثة التي كان يمتلكها الأسطول الفرنسي حسمت المعركة لصالحه، واضطر مراد بك قائد المماليك إلى التقهقر صوب القاهر ة ولاسيما بعد ضرب مركب الذخيرة التي انفجرت بالنيل أثناء المعركة . ثم التقى مراد بك بالفرنسيين عند منطقة إمبابة في (7 من صفر 1213 هـ= 21 من يوليو 1798م) في معركة الأهرام قرب الجيزة . وكانت القوات المصرية كبيرة غير أنها لم تكن معدة إعدادا جيدا؛ فلقيت هزيمة كبيرة وفر مراد بك ومن بقي معه من المماليك إلى الصعيد، وكذلك فعل إبراهيم بك شيخ البلد، وأصبحت القاهرة بدون حامية، وسرت في الناس موجة من الرعب والهلع خوفًا من الفرنسيين.وكانت القوات وهي في طريقها عبر الصحراء لدمنهور قد داهمها العربان ووباء الطاعون والعطش الشديد وضربات الشمس المحرقة بهذه الصحراء المكشوفة . فكانت العساكر يتساقطون موتي ويضربون أنفسهم بالبنادق ليتخلصوا من هذا الجحيم الذي ألقت بهم فيه حكومتهم للتخلص منهم . فالعذاب أمامهم بلا نهاية . ونابليون بالإسكندرية يحثهم علي السير . لكن القوة التي إتجهت لرشيد كانت أسعد حالا . فلما دخلها الفرنسيون هالهم بل ذهلوا . فقد كانت قطعة من أوربا تدب فيها الحياة والتجارة. فأعجبوا بنظافة شوارعها . فاستراحوا بها . وحاولوا شراء أطعمتهم . لكن البائعين بالمدينة رفضوا التعامل بالفرنك الفرنسي الذهبي . بالرغم أن المدبنة كتانت تتعامل بكل العملات الأجنبية . لأنها مدينة تجارية مزدهرة . فخشوا أن ينتقم منهم المماليك بعد إنتصارهم علي الفرنسيس لتعاملهم مع العدو. لهذا كان الباعة يفضلون مقايضة الجنود بزراير بدلهم النحاسية بدلا من العملة الفرنسية الذهبية. وكانت زراير بدل الجنود العملة السائدة في طريقهم للقاهرة وكانوا يشترون بها الأطعمة . لهذا لما دخلوا القاهرة كانت ستراتهم العسكرية منزوعة منها الزراير النحاسية. لكن أسلوب الشراء بالعملة أدهش المصريين . لأنهم تعودوا من المماليك أخذ كل شيء منهم غصبا. وبعد رشيد سارت المراكب الفرنسية عبر النيل لمدبنة فوه وكانت النسوة يزغردن لهم كما كان الأهالي يحيونهم علي الضفتين. ويأخذونهم بالأحضان . قائلين بالروح بالدم نفديك ياسلطان . غلفد كانت البحيرة اول اقليم حمل راية المقاومة الاولي في الدفاع عن مصر .ففى الثانى من يوليو سنة 1798 نزلت جنود نابليون يحتلون مدينتهم دمنهور . فتلقى كاشف البحيرة رسائل من أهل الاسكندرية بطلب النجدة فجمع عربان البحيرة و زحفوا على ظهور خيولهم دفاعا عن الاسكندرية فلما راى اهل الاسكندرية بسالة أهل البحيرة اشتد ازرهم فوقفوا يصدون جنود فرنسا عن أحتلال مدينتهم و لكنهم لم يصمدوا .واصيب كلا من الجنرال كليبر والجنرال مينو بجراح . وكانت مصر يحكمها المماليك تحت ظلال الساطنة العثمانية . بعدها بدأ جنود نابليون في تنفيذ خطة الاحتلال لمصر . وسار الجنرال دوجا من الاسكندرية وعبر ابو قير وبوغاز ادكو حتى وصل إلى رشيد واحتلها. وصدر امر نابليون للجنرال مينو ليكون حاكما عليها. وكانت مهمته اخماد ثورة الاهالي وحماية بوغاز رشيد من غارات الانجليز اما الجيش الفرنسي الذي سلك طريق البر وقد غادر الاسكندرية وعلى راسه نابليون . فلقد مر بمحاذاة ترعة الأشرفية (المحمودية) ومر بالمواقع الاتية : البيضا والعكريشة والكريون والعوجه وبركة غطاس ولم ترهب مدافع الفرنسيين اهل البحيرة. فقد انقض الاهالي على جنود نابليون بعد ابعاده عن الكريون بمسافة فرسخ فقتلو ما قتلوه من الجنود ودفنوا ما دفنوهم في الرمال ففقد عدد كبير من الجنود والقادة الفرنسيين بسبب العطش وعلى ايدي الاهالي والعربان . والتقي الجيشان في دمنهور في 7 يوليو فوجدوا ستة الاف رجل من الاهالي على استعداد للقتال. فابعدهم القائد الفرنسي بقذائف مدافعه. وفى ليلة عشرة يوليو قامت الفرق كلها من دمنهور قاصدة الرحمانية فأحتلتها في اليوم التالي ، وانقضت ليلة 13 يوليو بالاسطول امام منية سلامة التى تقع على الضفة اليسري لفرع رشيد بين الرحمانية وشبراخيت حيث التقي الاسطول الفرنسي بقوات مراد بك فتجمهر الاهالي على الضفتين متسلحين بالبنادق والعصي فاغرقوا خمسة سفن للفرنسيين. ولكن مراد بك هزم في تلك الموقعة واحتل الفرنسيون شبراخيت . وكانت معركة شبراخيت التى هزم فيها مراد بك اول انتصار لنابليون على المماليك في 13 يوليو من عام 1798 ومضي الفرنسيون في زحفهم إلى القاهرة مارين بشابور وكوم شريك وعلقام والطرانة وابو نشابة و وردان التى كانت اغنى القري التى مر بها. فنهبوها ، لهذا غادرها اهلها من بطش الغزاة الطغاة ووصلوا بعد ذلك إلى ام دينار التى زادت بها المقاومة الشعبية فوقف الشعب مع المماليك في معركة الاهرام .واخذ اهل القري في البحيرة يتعقبون جنود نابليون على طول خط سير الحملة الذين كانو يتخلفون عن الفرق تابعين لها سواء بسبب التعب او المرض او التخلف لابلاغ ارسائل اليومية والبلاغات الحربية الي قادة الفرق فامعن المواطنون فيهم قتلا وذبحا لان العدو سبب الجوع والعطش - اخذ في سلب القري التى كانت في طريقه ففي 14 يوليو نهب الجنود التابعون للجنرال بون وجنرال فيال قرية النجيلة ومع ذلك لم يستطع الضباط مقاومة تذمر جنودهم من الجوع والعطش نظرا لان ترعة المحمودية كان قد جف ماؤها لانها لم تكن تمتلئ بالماء الا في زمن الفيضان فلم يبق امامهم سوي الشرب من مياه الابار ولكن الاهالي كانو قد اتلفوها حتى لا ينتفع بها العدو فلاقي الجنود تعبا شديدا بسبب العطش ولما وصل الجنود إلى الترانة ( وهى احدى قري حوش عيسي حاليا ) صادروا المواشي ونهبوا البيوت فاسرع الاهالي واشعلو النيران في أجران الغلال حتى لا يحصل العدو على علف خيوله وعندما وصل الفرنسيون إلى باب رشيد وهو الباب الشرقي من اسوار الاسكندرية فوجئوا بعدد من المرابطين الذين ضربوا حصارا شعبيا حول قوات الجنرال ديموي فضاق بهم وقتل ثلاثة واربعين من الاهالي وادرك يومئذ ان هناك اتصالا وثيقا بين المكافحين في الاسكندرية والمكافحين في دمنهور .واذا رجعنا للطريق النيلي وجدنا الكولونيل داما كان يحمل البريد من الاسكندرية إلى القاهرة عن طريق فرع رشيد فينحدر بسفينتة من رشيد يوم 16 يوليو فما يكاد يقترب من مطوبس وادفينا حتى يهاجمه المواطنون فيتقهقر إلى رشيد ويحاول استئناف المسير فينهال عليه الرصاص من برنبال و السالمية ودسوق وسنهور.ولقد شهد مينو في خطابه بعث به إلى نابليون في 4 اغسطس بصعوبة المواصلات بين رشيد وابي قير عن طريق البر علاوة على مناوشات منطقة رشيد التى ضاق بها ذرعا اما كليبر فكان محصورا في الاسكندرية حيث كان موقفة اكثر حرجا لأن الكتيبة التى كانت معه لم تكن كافية لقمع حركات اقليم كبير كالبحيرة وبخاصة مناطق ادكو ورشيد و الكريون وقد كانت ثورة اهالي هذه المناطق كافية لقطع المواصلات على جيش الحملة وتهديد الاسكندرية عن طريق البر وقطع ماء الشرب عنها بالاستيلاء على ترعة المحمودية. فلقد كتب الجنرال كليبرمن الإسكندرية إلى نابليون يقترح عليه وضع حاميات قوية في دمنهور والكريون مزودة بالمدافع .اما بركة غطاس فقد تحمس اهلها وقطعوا ترعة المحمودية (الأشرفية) فامر كليبر بحرق البلدة ونهبها ولم ينس نابليون ما كان من اهل دمنهور ضد الجنرال ديموي فارسل اليها احد قواده فتوجه من القاهرة الي الرحمانية ومنها إلى دمنهور فجرد اهلها من السلاح واعدم خمسة من اعيانها ومشايخها ثم عاد إلى الرحمانية واقام بها قلعة وانشأ مستودعات للذخيرة تمهيدا لجعلها عاصمة للبحيرة بدلا من دمنهور.
ثورة علي نابليون
بعد انكسار الاسطول الفرنسي في موقعة ابي قير البحرية على ايدي الانجليز ازداد الحماس في نفوس المصريين بعد ان فقد الفرنسيون قدرا كبيرا من هيبتهم فاندلعت الثورة من جديد في رشيد وما حولها فاسرعت اليهم الحملة الفرنسية وقدمت الثوار للمحاكم الصورية واتهمت مشايخ ادكو وادفينا بالتحريض على هذه الثورة فأعدموا رميا بالرصاص. بعد شهر رفعت دمنهور علم الثورة فقامت قوة فرنسية من رشيد إلى الرحمانية ومنها إلى دمنهور وسيق زعماء الثورة إلى ساحة الاعدام رميا بالرصاص وعندما اوفد نابليون ياوره ( جوليان ) من القاهرة برسالتين احداهما إلى ابي قير والاخري إلى كليبر خرجت به السفينة في فرع رشيد حتى وصلت إلى علقام (احدى قري كوم حماده) فهجم عليهم الفلاحون وقتلوهم حتى لم يبق منهم جندي واحد فامر نابليون بحرق قرية علقام فلم يبق علي ديارها. وبعد عام 1799 كانت الثورة ضد الفرنسيون تندلع تباعا من البحيرة وشتي ارجاء مصر وماتزال الاسكندرية ورشيد والبحيرة مراكز الانفجارات الثورية حتى بعد مغادرة نابليون لمصر سرا. ولما تولى الجنرال كليبر قيادة الحملة في مصر. اصدر تعليمات بتغيير التقسيم الاداري لمصر. ولاول مرة جعل الاسكندرية ورشيد والبحيرة قسما واحدا عاصمتة الاسكندرية بغية احكام السيطرة على الاقاليم . وعندما استطاب للجنرال مينو مقامه برشيد وصار حاكما عليها اخذ يتقرب من الاهالي فاعلن اسلامه وسمى نفسه عبد الله مينو وبدأ يشارك المسلمين شعائرهم الدينية فارتاد المساجد .واستطاع اجتذاب القلوب اليه وتزوج من زبيدة ابنة الرجل الرشيدي السيد محمد البواب وانجب منها ولدا سماه سليمان. وعندما تقدم الاتراك والانجليز باسطولهم نزلت زبيدة إلى الرحمانية بصحبة اخيها على الرشيدي وقيل انها وقعت في اسر الانجليز الذين ردوها لمينو فيما بعد. وبعد جلاء الفرنسيين عن مصر سافرت زبيدة مع زوجها مينو الذي تركها في تورينو بايطاليا واستغرق في مجونه وخلاعته وهجر زبيدة فماتت كمدا.
حجر رشيد
حجر رشيد هو حجر نقش عليه نصوص هيروغليفية وديموطقية وإغريقية ، كان مفتاح حل لغز الكتابة الهروغليفية، اسمي بحجر رشيد لأنه اكتشف قرب فرع نهر النيل عند دلتا النيل المسمى بفرع رشيد. اكتشفه ضابط فرنسي في 19 يوليو عام 1799 إبان الحملة الفرنسيةو قد نقش عام 196 ق.م. وهذا الحجر مرسوم ملكي صدر في مدينة منف عام 196ق.م . وقد اصدرة الكهان تخليدا لذكرى بطليموس الرابع. وعليه ثلاث لغات الهيروغليفية والديموطقية (القبطية ويقصد بها اللغة الحديثة لقدماء المصريين) والإغريقية. وكان وقت إكتشافه لغزا لغويا لايفسر منذ مئات السنين. لأن اللغات الثلاثة كانت وقتها من اللغات الميتة. حتي جاء العالم الفرنسي جيان فرانسوا شامبليون وفسر هذه اللغات بعد مضاهاتها بالنص الإغريقي ونصوص هيروغليفية أخري . وهذا يدل علي أن هذه اللغات كانت سائدة إبان حكم البطالمة الإغريق لمصر لأكثر من 150 عاما . وكانت الهيروغليفية اللغة الدينية المقدسة متداولة في المعابد .واللغة الديموطيقية كانت لغة الكتابة الشعبية) العامية المصرية(. والإغريقية كانت لغة الحكام الإغريق وكان قد ترجم إلى اللغة اليونانية لكي يفهموه. وكان محتوي الكتابة تمجيدا لفرعون مصر وإنجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر. و قد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة . وكان العالم البريطاني توماس ينج فد إكتشف أن الكتابة الهيروغليفية تتكون من دلالات صوتية. وان الأسماء الملكية مكتوبة داخل إشكال بيضاوية خراطيش .وهذا الإكتشاف أدى إلي فك العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون رموز الهيروغليفية .واستطاع شامبليون فك شفرة الهيروغليفية عام 1822. لأن النص الإغريقي عبارة عن 54 سطرا وسهل القراءة مما جعله يميز أسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية. وبهذا الكشف فتح أفاق التعرف علي حضارة قدماء المصريين وفك ألغازها ، وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم بعد مواتها عبر القرون.وأصبحت الهيروغليفية وأبحديتها تدرس لكل من يريد دراسة علوم المصريات. والحجر أخذه البريطانيون من القوات الفرنسية، ووضعوه في متحف لندن.
عصر محمد علي
بعد ثلاث سنوات من تلك المجزرة و بعد ان تحررت مصر من الفرنسيين تبنى الشيخ عمر مكرم نقيب الاشراف اختيار محمد علي الذي بايع الشيخ على العمل بالشرع و عدم الظلم وكانت دمنهور أول من بايعته .لكن انجلترا رسلت احد عملائها من المماليك ليحتل دمنهور و يجعلها عاصمة تمهيدا لحملة فريزر. و لكن المدينة قاومته و حوصرت عامين .و لم تستسلم حتي جن المملوك الخائن و رحل إلى الصعيد و انتحر في الطريق.و بعد ان استقر لمحمد علي زمام الامور في مصر نكل بالشيخ عمر مكرم و معظم انصاره من دمنهور و البحيرة عموما نفى بعضهم وقتل الاخرين .و ولى محمد زوج اخته علي إقليم دمنهور و اوصاه باتباع الشدة مع المدينة و عمد محمد علي إلى سياسة افقار المدينة التي توارت حتي اصبحت البحيرة افقر محافظات الوجه البحري .
معركة رشيد
معركة رشيد
في 19 سبتمبر 1807 تصدي أهالي رشيد بقيادة محافظها علي بك السلانكي للحملة الإنجليزية بقيادة الجنرال فريزر (حملة فريزر) وكان قد مضي عامان علي تولي محمد علي حكم مصر. وكان الإنجليز انتهزوا الصراع بين الوالي محمد علي والمماليك وضعف الجبهة الداخلية. فاتفقوا مع محمد بك الألفي زعيم المماليك علي أن يؤيد الحملة البريطانية في مقابل أن تكفل انجلترا للمماليك الاستيلاء علي مقاليد البلاد. لكن الألفي مات قبل أن وصول هذه الحملة الي مصر. وكانت الخطة زحف المماليك إلي القاهرة ليحتلوها. والانجليز يحتلون بأسطولهم موانيء مصر. والبداية كان ثغر رشيد. بعده يزحفون الي الدلتا و يحتلون القاهرة، لإسقاط حكم محمد علي. علي أن يعاونهم المماليك عملاؤهم في مصر ولاسيما جبهة الألفي بك. وكان الجنرال فريزر بالإسكندرية قد تلقي تقريرا من قنصل انجلترا في رشيد عن حالة مصر وما بها من قوات مما جعله يزحف برا إلي رشيد لاحتلالها واتخاذها قاعدة حربية لقواته. وكلف القائد ويكوب بهذه المهمة العسكرية، وكان معه ألف جندي ، تحركوا من الاسكندرية الي رشيد .وكان محافظ إقليم رشيد علي بك السلانكي كل قواته 700 جندي .فعزم علي مقاومة عساكر الانجليز . واستنفر الشيخ حسن كيريت الأهالي للمقاومة الشعبية . فأمر بابعاد المراكب المصرية من أمام شاطيء النيل برشيد الي البر الشرقي المقابل عند الجزيرة الخضراء وبرج مغيزل بمركز مطوبس .وكان الهدف منع الأهالي من ركوبها والفرار من المدينة حتي لايجد رجال حاميته وسيلة للإرتداد أو الإستسلام أو الإنسحاب كما فعلت حامية الإسكندرية من قبل .وأصبحت الحامية بين الأهالي متوارية بالمنازل داحل مدينة رشيد . و البحر من ورائهم والعدو أمامهم ولا مناص إلا القتال والمقاومة . وأمرهم بعدم التحرك أو إطلاق النار إلا بعد صدور إشارة متفق عليها .فتقدم الانجليز ولم يجدوا أي مقاومة . فاعتقدوا أن المدينة ستستسلم حاميتها كما فعلت حامية الإسكندرية. فدخلوا شوارع المدينة مطمئنين. وأخذوا يستريحون بعد السير في الرمال من الاسكندرية الي رشيد. وانتشروا في شوارع المدينة والأسواق للعثور علي اماكن يلجئون اليها ويستريحون فيها. وما كادوا يستريحون حتي انطلق نداء الآذان بأمر السلانكي من فوق مئذنة سيدي زغلول مرددا: الله أكبر. حي علي الجهاد. فانهالت النيران من الأهالي وأفراد حامية رشيد من نوافذ المنازل واسطحها، فقتل جنود وضباط من الحملة وهرب من بقي حيا وبلغ عدد قتلي الانجليز170 قتيلا و250 جريحا و120 أسيرا لدي حامية رشيد. وأتي محمد علي بقواته بعدما انسحب الإنجليز للإسكندرية وفاوض محمد علي الجنرال فريزر علي الإنسحاب من مصر التي غادرها مع قواته. وأحبط أهالي رشيد المشروع البريطاني لإحتلال مصر. وأصبح يوم 19 سبتمبر العيد القومي لمحافظة البحيرة.
معركة كفر الدوار والإحتلال البريطاني
معركة كفر الدوار
في فجر 11 يوليو 1882 أخذ الأسطول البريطاني بقيادة الأدميرال سيمون . بعدها إحتلت الإسكندرية. يضرب مدينة الإسكندرية تمهيدا لإحتلالها والإستيلاء علي مصر. وحاولت القوات البريطانية التوجه برا بقيادة الجنرال أليسون باتجاه مدينة كفر الدوار والبيضا وخورشيد. لكنها واجهت مقاومة عنيفة لمدة شهرين علي المحور الرئيسي بمنطقةالجبهة الشمالية الشرقية لمحافظة البحيرة. و كان أحمد عرابي قد وزع معظم قواته في كفر الدوار وعلى سواحل البحر المتوسط، فكان الجنود السودانيون وهم من خيرة الجنود مرابطين في دمياط بقيادة عبد العال حلمي، ورابطت في رشيد أورطة كبيرة تعاونها طوابي مدفعبة السواحل، واستقر معظم الجيش بقيادة طلبة عصمت في كفر الدوار ومعه مدفعية الميدان. وكان العربان علي خيولهم، ومعهم قوات عرابي يحاربون بأسلحتهم التقليدية. وبعد قتال عنيف خسرت بريطانيا وأسر العربان الكثيرين من قواتها. مما أجبر الجنرال أليسون علي الإنسحاب للإسكندرية لتعود قواته للإسطول الذي توجه للجبهة الشمالية الشرقية عند بورسعيد تمهيدا لدخول قناة السويس والنزول في التل الكبير حيث واجهتهم قوات عرابي. لكن الإنجليز انتصروا في معركتها بخيانة. سقط عدد من ابناء البحيرة شهداء في معارك احمد عرابي مع الانجليز و استماتوا في الدفاع عن كفر الدوار. ولم تستطع القوات البريطانية دخول مصرمن جهة الغرب بعد إحتلالها الإسكندرية في يوليو 1882.
ترعة المحمودية
في 8 مايو 1807 أمر محمد علي بحفر ترعة المحمودية لتبدأ من النيل قرب قرية العطف وقتها لتصل مياه النيل للإسكندرية عبر البحيرة. ولتكون ممرا مائيا للمراكب التجارية بين الإسكندرية والنيل. وكان محمد علي قد امر كشافين البحيرة بجمع الأنفار وتجهيز العمال والبنائين والحدادين والمساحين والفؤوس والغلقان والمقاطف والعراجين والسلب. وكانوا يسيرون مع كاشف كل منطقة بالطبل والزمور. وكان كل إقليم تمر به الترعة له حصة من الأقصاب ليحفرها، وإذا انتهي من الحفر يساعد الإقليم المجاور. وأثناء الحفر ظهر ببعض الأماكن مساكن مطمورة وقيعان وحمامات معقودة وظروف بها بداخلها قطع نحاس كفرية قديمة وأخري لم تفتح ولا يعلم ما فيها رفعوها للباشا محمد علي . وفي أبريل 1819 توقف العمل بسبب الطاعون وعاد الناس لبلادهم. وكان كل من يموت يدفن في مكانه، وفي يناير سنة 1820 فتحوا للترعة شرما بالإسكندرية علي البحر. وسمبت ترعة ومدينة المحودية باسم السلطان محمود خان سلطان الآستانة . لأن مصر أيام محمد علي كانت ولاية عثمانية .
مصدر : - كتاب أحوال مصر . بقلم أحمد محمد عوف
فهرس
1 مقدمة تاريخية
2 عصر ما قبل الاسرات
3 العصر الفرعونى
4 ابان حكم الدولة الرومانية
5 منذ الفتح الاسلامي
6 دور خربتا في الفتنة الكبري
7 حملة نابليون
8 ثورة علي نابليون
9 حجر رشيد
10 عصر محمد علي
11 معركة رشيد
12 معركة كفر الدوار والإحتلال البريطاني
13 ترعة المحمودية
0 تعليق على موضوع "تاريخ محافظة البحيرة"
الإبتساماتإخفاء