أساطير فرعونية

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0
الأساطير الفرعونية هي تلك القصص المقدسة التي كان قدماء المصريون يؤمنون بها. تتميز الأسطورة بعمقها الفلسفي. كانت الأساطير حينذاك كالعلم الآن أمرا مسلما بمحتوياته. في معظم الأحيان كانت شخصيات الأسطورة من الآلهة أو أنصاف الآلهة أما تواجد البشر فيها فكان مكملا لا أكثر. تحكي الأسطورة قصصا مقدسة تبرر ظواهر الطبيعة مثلا أو نشأة الكون أو خلق الإنسان وغيره ذلك من المواضيع التي تتناولها الفلسفة على وجه الخصوص والعلوم الإنسانية عموما.

من أشهر الأساطير الفرعونية: أسطورة إيزيس وأسطورة أوزوريس وأسطورة ست وأسطورة حورس
في البدء "نون" أو الخواء كما يترجمه البعض، وهو كتلة لم تتشكل بعد وبداخله بذور الحياة الكامنة، تولد من الإله نون الشمس أي الإله رع بطريقة مجهولة، فيعلن الأخير نفسه حاكم للكون، لكن الإله نون لا يتوقف دوره عند هذا الحد، بل يتوارى عند حدود العالم الحي مكونا طاقة سلبية هائلة تهدد باجتياح العالم، وتكون مقرأ دائما للنفوس الضالة المعذبة، والموتى الذين لم يحظوا بطقوس دينية مناسبة، أو الأطفال الذين ولدوا موتى.

بعد تولي الإله رع حكم الكون، يرسل أشعته الذهبية إلى الأرض، لتبدأ الأمواج التي تغطيها في الانحسار، وتنزل الأشعة على أول تل من الرمال يظهر على سطح الأرض، لتتخذ الأشعة أبعادا مادية مكونة حجر مرتفع عرف باسم بن بن في مدينة أون أصبح بعد ذلك محل تبجيل في مصر كلها لأنها مهد الخليقة، كانت تلك الأشعة تحمل المادة الإلهية للإله رع التي اتحدت جنسيا مع نفسها لتنجب الجيل الثاني من الآلهة. 

أسطورة أوزيريس وست


حسب الأسطورة المصرية، فإن الشر بدأ في الظهور على الأرض، بغيرة ست من أخيه أوزوريس وخاصة بعد إعلان الأخير ملكًا على مصر، فأوزيريس قتل بيد أخيه ست، رمز الشر حيث قام بعمل احتفالية عرض فيها تابوت رائع قام الحاضرون بالنوم فيه لكنه لم يكن مناسبا إلا لأوزيريس فألقاه في النيل لكن إيزيس وجدت التابوت فقام ست بتمزيق جسد أوزيريس وتفريق أشلائه على جميع مقاطعات مصر، لتبدأ إيزيس بمساعدة أختها نفتيس في رحلة تجميع أشلاء زوجها أوزوريس، بعد تجميع كافة الأشلاء يساعدها أنوبيس إله التحنيط وحارس العالم الآخر والمسؤول عن إعلان النتيجة النهائية للمتوفى في تحنيط زوجها ثم كافأته الربة إيزيس بعد ذلك بفهم حديث البشر، ويعيد رع الحياة لأوزوريس لمدة يوم واحد لتنجب منه أيزيس ولدها حورس، الذي تخبئه في مستنقعات الدلتا تحت رعاية الإلهة حتحور البقرة المرضعة، ليشب بعدها وتبدأ الحرب بينه وبين عمه ست وينتصر حورس الصقر، تتم محاكمة عادلة برئاسة جده الإله جب، يحصل حورس على ملك مصر أما أوزوريس فينصب حاكمًا لعالم الموتى.

في كل مكان وجدت فيه إيزيس جزء من جسد أوزوريس بنى المصريون فيه المعابد مثل معبد أبيدوس الذي يؤرخ لهذه الحادثة وموقع المعبد أقيم في العاصمة الأولى لمصر القديمة حيث وجدت رأس أوزيريس وفي رسومات المعبد الذي أقامه الملك سيتي الأول أبو رمسيس الثاني الشهير تشرح التصويرات الجدارية ما قامت به إيزيس من تجميع لجسد أوزيريس ومن ثم عملية المجامعة بينهما لتحمل ابنهما الإله حورس الذي يتصدى لأخذ ثأر أبيه من عمه وبسبب انتصاره على الموت وهب أوزيريس الحياة الأبدية والألوهية على العالم الثاني

فالآلهة إذا هي التي خلقت البشر ، بل إنهم فضلا عن ذلك ينطوون في تكوينهم على قبس إلهي ، وليس من المستحيل عليهم أن يصبحوا هم أنفسهم آلهة حال مماتهم ، وإن كان هناك استثناء لذلك ، هي قداسة الملك الحي حال حياته على الأرض . ونحن نعرف العديد من هذه الحالات حيث كان الميت المؤله يحتل عادة قبل وفاته مركزا رفيعا كمنصب وزير الملك وأعظم موظفيه في القطر . وكنموذج لذلك تقديس (كاجمني Kagemni)في نهاية الدولة القديمة ، فنجد أفرادا من أتباع عقيدته - يحملون جميعا اسم (جمن Gemen) وهو اختصار (كاجمني) - يبنون مقابرهم حول مصطبته قرب منف في سقارة . ورغم ذلك لم يكن يطلق عليه لفظ إله وربما كان شيئا قريبا من القديسين . وهناك عقيدة وزير آخر من نفس العصر هو (إزي Isi) كانت منتعشة لقرون عدة بعد وفاته في مدينة إدفو ، حيث يحتمل أنه قد أمضى بقية عمره ودفن بها . وقد أقام العديد من أتباعه لوحات مكرسة ، باسمه أو شيدوا هياكل جنزية في قبره ، ووجهوا صلواتهم إليه وإلى الإله (حورس الإدفوي) ، وإلى (أوزيريس) داعين إياه (إزي الإله الحي) ، وإن لم يكن لدينا دليل على ستمرارية عبادته في عصر الانتقال الثاني .

وقد أله أيضا كل من (إيمحوتب Imhotep) وزير ومعماري الملك زوسر العظيم من الأسرة الثالثة (وأمنحوتب بن هابو Amenhotep, Hapu's son)وزير الملك (أمنحوتب الثالث) من الأسرة الثامنة عشرة ،واسترم تقديسهما حتى العصر الصاوي (Saite Period) ، بل وامتدت عقيدتهما محرزة شعبية كبيرة في العصر البطلمي ، وبين الإغريق أنفسهم الذين أطلقوا عليهما على التتابع (إموثس Imuthes) و(أمنوثس بابيوس Amenothes paapios أي ابن هابو) حيث كانوا يمثلون حكمة الأجداد . ولقد أصبح (إيمحتب) إلها للطب ، ووحد مع الإله الإغريقي (أسكلبيوس Asklepios) ، وكان ينظر إليه منذ وقت مبكر في الدولة الحديثة كراعي وحامي للكتاب الذين اعتادوا أن يسكبوا قطراتمن مدادهم قربانا له قبل شروعهم في عملهم، كما اعتبر ابن الإله (بتاح) نفسه من السيدة (خردوعنخ Khreduonkh).

0 تعليق على موضوع "أساطير فرعونية"


الإبتساماتإخفاء